ثورة جديدة في قارئ الكتب الإلكترونية







طالما إحتل الكتاب، عبر التاريخ، مكانة مهمة بالنسبة للحضارات والمجتمعات التي تهتم بالثقافة والمعرفة، فمنذ ظهور أول كتابة في التاريخ سعى الإنسان إلى توثيق كل ما أمكن توثيقه بالكتابة. ففي الماضي كان الإنسان يكتب على لوحات صخرية وترابية ، وثمّ انتقل إلى الكتابة على جلود الحيوانات، إلى أن ظهرت الكتب وانتشرت فكانت وسيلة لتخزين قدر أكبر من المعرفة. 

لكن الكتب إذا كثرت في حالة التنقل في العصر الحديث تصبح عبئاً حقيقياً، فكان لا بد من وجود بديل عملي يسهل حمل الكثير من الكتب أثناء السفر أو التنقل داخل المدينة. لحسن حظنا إننا ولدنا في العصر الإلكتروني فأصبحت الكتب تخزن في الحواسيب حيث يمكن قراءتها، ولكن الحواسيب بدورها لا تساعد على القراءة الطويلة ولا يمكن حمله بسهولة، فظهر قارئ الكتب الإلكترونية كحل عملي للقراءة والإطلاع على الكتابات والمنشورات.


يتميز قارئ الكتب الالكترونية بسهولة قراءة شاشته خاصة في ضوء النهار، وديمومة بطاريته لبضعة أيام، وتحتوي الأجهزة الحديثة على تقنية الواي فاي ليتمكن المستخدم من اقتناء الكتب مباشرة على جهازه. ويعتبر الأشخاص ما بين ١٨ و ٢٥ سنة هم الأكثر إستخداماً لهذه الأجهزة. وقد انتشر القارئ الإلكتروني في العالم إذ يستخدمه أكثر من ١٢ مليون شخص، قد لا تتواجد في الأسواق المحلية أو أن تكون غالية الثمن، إلا إنه من خلال صفحات الملتيميديا المستعملة على مواقع الإعلانات المجانية والمبوبة من الممكن العثور على أجهزة قديمة ومستعملة بأسعار وجودة مناسبة. الأجهزة الأكثر استخداماً وإنتشاراً هي Kindle التابع للأمازون، و Nook من بارنز ونوبل وkobo.

ثورة أمازون في العرض الثلاثي الأبعاد
في الآونة الأخيرة ظهر تطوّر تقني جديد ثلاثي الأبعاد، لا يقل أهمية عن أجهزة العرض المتقدمة ذات تقنية عرض HD العالية الوضوح، فقد استهلّت شركة أمازون موجةً من التكنولوجية المستقبلية من أوسع الأبواب، من خلال هاتف ذكي  مزود بشاشة تقدّم عروض ثلاثية الأبعاد دون وجود نظارات خاصة للرؤية! وبإعتبار أن أمازون هي الصانع للكتاب الإلكتروني الشهير Kindle، من المرجح أن تكون الشاشات المقبلة لأجهزة الكتاب الإلكتروني عبر الأبعاد الثلاثة.


السؤال هو هل تكون الصحافة أيضاً ضمن هذه النقلة؟ بحيث تقرأ على الأجهزة الرقمية بالأبعاد الثلاثة؟ فهذه المقاربة تحقق حلم تكنولوجي وتقني حديث تتمثل بمشاهدة النصوص منحوتة بصرياً وكأنها تماثيل مرصوفة، مع عرض الصور والبيانات وأيضاً أشرطة الفيديو ضمن النصوص المكتوبة في الكتاب الإلكتروني وقلرئ الكتاب الإلكتروني. بالعودة إلى المقاربة السابقة نجد أن هاتف فاير فون يسترجع اللوح الذكي Fire Kindle الذي صنعته الشركة نفسها قبل ٣ سنوات، لتنافس به في صناعة الألواح الذكيّة.

ما يميز فاير فون أكثر هو أن مشهديته الثلاثيّة الأبعاد لا تتطلّب أن يكون الشريط مصوّراً أصلاً بتقنية تمكن من عرضه بالأبعاد الثلاثيّة، فالتقنيّة التي ابتكرتها أمازون تعمل على العين مباشرة، وتعتمد على ٤ كاميرات مثبّتة على الشاشة، ترصد الوجه وتحدّد موقع العينين فيه باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وعند تشغيل تلك التقنيّة، يكفي أن تُحَرّك الشاشة قليلاً بطريقة تعدّل ما يظهر عليها، ليتّخذ ما يعرض عليها مظهراً ثلاثيّ الأبعاد، من دون الاضطرار إلى استعمال نظارة خاصة بذلك.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.